"إنك متى رسمت لوحة أو كتبت قصيدة فقد غيرت العالم لم تغيره تماماً لكنك غيرته، لقد صار أجمل بمقدار لوحة وصار مُستحقاً أن نقاتل من أجله أكثر ولو بمقدار لوحة وهذا معنىً آخر لقولي أرضٌ أُعيدت ولو لثانية جمالٌ أعيد ولو بقدر لوحة أو بيت شعر أو وقفة عزٍ لأعزل أمام دبابة تَخافهُ ولا يخافُها."
تميم البرغوثي.
ان هذا الاقتباس برأيي يجسد هدف الفن بكل شفافية؛ حيث يصف لنا مدى بساطة أفكاره و عظمة معانيه، ليأكد لنا تميم بإختصار رسالة الفن، ومدى قوته وقدرته على تغيير العالم بلمسة قلم او حركة فرشاة او صوت نغمات أوتار بشر.
ان الفنون بجميع أشكالها تجسد الجمال، و تعكس صورة الواقع، وتحمل في جعبتها رسائل أرواح عاشت في أحد محطات الزمن لتترك بصمتها، و تعبر عن كينونة الفنان، وصراعاته، و احاسيسه من خلال صور حركية، أو بصرية، أو صوتيه تستمر في الدوران عبر زمكان في حركات سرمدية.
إستطاع الكثير من الفنانين عبر العصور تصوير أهدافهم، والتعبير عن عالمهم الداخلي، و تصوراتهم من خلال الفنون، حيث انهم جعلوا الفن بوابة لينطلقو من خلالها نحو عالم خيالهم، و يتمكنو من تجسيد كل ما تمليه عليهم افكارهم بالغة مبتكرة تنطق بها أعمالهم الفنية؛ التي ساعدت على خلق مشاعر الجمال، و توليد أحاسيس قوية لدى المتلقي تتراوح بين مؤيد، ومعارض لما يجسده الفنان وتعكسه اعماله.
ولعل رسائل السلام، و المحبة تصدرت عنوانين صفحات الفنون منذ بدء الخليقة، فلقد كانت تمثل برأيي بصيص الأمل الذي ينبع من بين رماد الحروب و الصراعات، حيث اعتبر الفن وسيلة لتصوير الجمال من بين تشققات الظلام و المعاناة، ليكون المكان الذي يلجأ له المجتمع للتخلص من تشوهات الواقع، و إيصال أصوات أفراده ليعلو معها صدى الحرية و التحرر من قيود الواقع في الكون و يسمعها العالم.
50 مشاهدة
