أطلق على البجع فلسفيا مصطلح "البجعة السوداء".
وتأريخيا، تعود جذور هذا المصطلح إلى القرن السابع عشر؛ حيث كان الأوروبيون يفترضون أنَّ جميع البجع له لون أبيض؛ وعليه ترمزُ عبارة «بجعة سوداء» لشيء كان من المستحيل أن يحصل بالنسبة لوجهة نظرهم.
وإن نظرية البجعة السوداء: هي نظرية تُشير إلى صعوبة التنبؤ بالأحداث المفاجئة.
حيث أن هذه النظرية تقوم بشكل أساسي، على الفكرة السائدة، بأن جميع أنواع طيور البجع تحمل اللون الأبيض، أما وجود البجع الأسود فهو نادر الحدوث، ومفاجئ.
وكان ذلك قبل أن يتم اكتشاف البجع الأسود في أستراليا الغربية، الذي اعتبره البشر أنه حدثًا مفاجئا غير متوقعا.
وإن هذه النظرية تنطبق على الأحداث التاريخية، التي لم يكن بالإمكان التنبؤ بها، وكانت احتمال غير وارد بالنسبة لهم.
فمعظم الناس لم يروا بجعا أسودًا أبدا؛ لذلك هم يعتقدون بعدم وجوده، ولكنه موجود؛ حيث أن عقول البشر تركّز على أمور وتغفل عن أمور أخرى.
ولا بدّ من التنويه هنا بأن "البجعة السوداء" لم تبق حبيسة الافتراض في الطبيعة وحدها، بل أحيلت لتصبح مفهوما نظريا وعلميا، يساعد على فهم واستيعاب الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، التي تحمل طابعا معقدا ونادر الحدوث؛ حيث تكون غير واردة في قاموس التوقعات، وكان ذلك على يد المفكر اللبناني الأصل نسيم طالب من خلال تأليفه كتاب “البجعة السوداء”.
ويوضح في هذا الكتاب أنه كيف أصبح مفهوم
" البجعة السوداء"، يستخدم للإشارة إلى أحداث بها ثلاث مميزات، وهي:
أولا: أنها تقع خارج حدود التوقعات الطبيعية.
ثانيا: في حال وقوع هذه الأحداث، فسيكون لها أثر شديد.
ثالثا: رغم عدم توقعها للمرة الأولى، فإن طبيعتنا تجعلنا نتقبل فكرة تكرارها بعد وقوعها، وأنها قابلة للتنبؤ ويمكن تفسيرها، وهذا هو الأهم!