السّؤال رهيب! سأخبرك أوّلًا عن الرأيين المتضادّين ثم أقول لك كيف أتعامل معهما أنا.
هناك مدرسة تقول أنّ جمال المظهر شأنه شأن الجمال الدّاخليّ بل إنّه بوابة لداخل الشّخص وأبعد النّقاط فيه وسبب ظهور الفراسة وغيرها، ويصل بهذه المدرسة أن تحكم على الشّخص من شكل فمه وحجمه وصفاته البيولوجيّة، وتؤمن بأنّ الحكم للمظهر في موضوع النّظافة والترتيب والتنظيم والجاذبيّة على صعيد الحياة العاطفيّة والمهنيّة والاجتماعيّة ككل.
وهناك مدرسة ثانية تقول بأنّ المظهر غير مهم على الإطلاق، ويدعمون رأيهم بوجود مشاهير مظهرهم جميل ومشاهير لديهم مظهر غير متفّق مع الذّوق العام من جهة ستايلات ولغة جسد وشكل وجه، ويَرون العقل والفكر والدّاخل والمكنونات هي الأهم في الحياة، ويقيّمون النّاس على هذه الأُسس وينسلخون عن الطّبيعة البشريّة الفطريّة المعنيّة بالمظهر.
إذًا الجواب على سؤالك يكون بأنّ المظهر مهم بالفعل في الحياة عند البعض وغير مهم عند البعض الآخر حسب البيئة والمكان والمحيطين بك وفي أغلب الأماكن فالمظهر مهم جدًا.
أمّا عنك تحديدًا فعليك التّوفيق بين الرأيين، يعني أن تعتني بمظهرك تقلّم أظافرك مثلًا وتحافظ على نظافة جسدك ونظافة ثيابك بما تستطيع، يعني لا تكون مهووس بالمظهر ولا تجعل المظهر هو بوابة حكمك على النّاس دائمًا، وبنفس الوقت عليك الاهتمام بداخلك والتعرّف على ما يضمره الآخرون، فكما لا يمكننا انكار قوّة تأثير الجمال الخارجي والمظهر لا يمكننا انكار تأثير الجمال الدّاخلي ومحبّتنا للأشخاص اللي أرواحهم حلوة ودمهم خفيف.
أنا أؤمن بقوّة البرستيج، أي حُسن السلوك الظاهري، وأظن بأنّه ينم عن شخصيّة ذكيّة في غالب الأحيان، لكنّني أميل أكثر للأشخاص كثيري الاهتمام بذواتهم الدّاخليّة، ممّن يطوّرون مهاراتهم النّفسيّة وقدراتهم الذّهنية، وأنازع للحكم على الاشخاص بعيدًا عن مظهرهم، خصوصًا بعد ظهور الانستغرام والتطبيقات التي جعلت النّاس فعلًا عبيد للمظاهر، نعم هي مهمّة لكنّها ليست الأهم.
عزيزي/تي؛ الموضوع هذا يلزمه قعدة قهوة طويلة فعلًا، أخذ انتباهي.