وهو خليج يوجد في شمال شرقيّ مدينة تونس، في المنطقة الواقعة جنوب الوطن القبليّ، والّذي يعدّ جزءاً من البحر الأبيض المتوسّط. ولعلّ أهمّ المدن الساحليّة الّتي تقع على خليج الحمّامات هي: هرقلة، سوسه، الحمّامات، نابل، المنستير، شطّ مريم. وتعدّ هذه أهمّ المدن الساحليّة كما يحدّ خليج الحمّامات من الجنوب مدينة المنستير ومن الشمال راس المعمورة. حيث تكون اليابسة في المنطقة أعلى من مستوى البحر، وبهذا تصنع لتونس خليج حمّاماتها، كما يعرف سكّان منطقة الحمّامات بأنّ لديهم عادات وتقاليد خاصّة بهم وكان للصيّادين يداً أيضاً في نقل العادات الموروثة. هذا بالإضافة إلى الراحة والاستجمام الّتي تحصل عليها من زيارتك للمنطقة.
وتعود تسمية مدينة الحمّامات التونسيّة بهذا الاسم لما اشتهرت فيه المدينة (بالحمّامات الرومانيّة)، والّتي توجد آثارها قائمة وموجودة حتّى وقتنا الحاضر بالموقع الأثريّ (برج الغولة وببوت)، وقد تمّ تسمية مدينة الحمّامات بهذا الاسم في حوالي القرن التاسع الميلاديّ. ونظراً لجمال المكان خلّاب فقد يعدّ منتجعاً سياحيّاً رائعاً يرتاده السيّاح بصورة مستمرّة وخاصّة بسبب قربه من الشاطئ الأوسط، فهو يعطي الشعور بالسعادة والابتهاج والراحة للزائرين. ولعلّ ما يلفت الانتباه هو تصميم المسرح الجنوبيّ الساحر الّذي يحتوي على جلسات بمقاعد خشبيّة تراثيّة مريحة، فنرى الناس ترتاد المكان في فترات المساء وتجلس مع عائلتها وأصدقائها على هذه الطاولات، بينما الأطفال فيلعبون ويلهون في المكان ويكون الجميع في حالة فائقة من الراحة والسعادة المغمورة.
المدن الساحليّة لخليج الحمّامات:
- الحمّامات تعود اسوار الحمّامات في عهدها إلى الأعمال الّتي تمّ القيام بها في القرن التاسع، أمّا في القرن الحادي عشر فقد قام الصنهاجين ببناء زيزي، كما وعملوا على إعادة ترميم الأسوار في عام 1436م. كما تعوّد الأجزاء العليا من التحصينات للسور إلى القرن السادس عشر والسابع عشر في زمن الأتراك الّذين قاموا بهذه الترميمات، وكذلك الحصن المثمّن الّذي يتكوّن من ركام من التراب المدقوق الّذي يقع في الجنوب الشرقيّ. تتكوّن الأسوار من ثلاث اسوار مجهّزة بثلاث بوّابات يتمّ العمل على إغلاقها طيلة صلاة الجمعة وفي وقت المساء، وهما باب القبليّ وهو اليوم في حالة اندثار، وباب السوق أو البلد في الجنوب الشرقيّ، وباب البحر في الشمال الغربيّ، وجميع هذه الأبواب لها دفّات مصفّحة مصنوعة من الحديد وفريق من جند الأتراك لحراسته. تمّ اختيار الأسوار في العهد الوسيط بهدف تقوية الجانب الأرضيّ من هذه التحصينات وذلك لكونها كانت معرّضة لغزو البدو بني هلال.
- سوسة تعتبر من المناطق ذات المناخ المعتدل، ويتراوح معدّل الأمطار فيها ما بين (250 إلى 400) مم سنويّاً وهو مناخ مناسب جدّاً لزراعة الزيتون. تقع سوسة على بعد 140 كيلو متر تقريباً جنوب العاصمة التونسيّة، وهي تعدّ إحدى المناطق الوسطى الساحليّة لتونس. ويعود تأسيسها للفينيقيّين للسنة 1101 قبل الميلاد، حيث تمّ تغيير اسمها مرّات عديدة، هدروماتوم (الاسم القديم لها)، وسوسه المحروسة (يعود إلى أصل أمازيغيّ وهذا الاسم الّذي استعمله المسلمون وامتلكت عدّة أماكن بشمال أفريقيا نفس الاسم مثل سوسه بليبيا وسوس بالمغرب)، وجوستينا (يعود اسمها لمحتلّها الإمبراطور جستنيان الأوّل). تحيط بمدينة سوسة شبكة عمرانيّة كثيفة ومتباعدة بحوالي 5 كيلومترات في المعدّل، وكانت سوسه متميّزة عبر العصور والحضارات الماضية، أمّا في الوقت الحاليّ فقد أصبحت مركز صناعيّ وسياحيّ وتجاريّ وإداريّ وثقافيّ نشيط، وتشتهر بتميّزها على الصعيدين الداخليّ والخارجيّ.
- نابل تعدّ مستعمرة يونانيّة قديمة ترجع في تسميتها إلى نيابوليس، وتعني (المدينة الجديدة) وتتقاسم ذلك مع مدينتين نابلس ونابولي. كما تعدّ مدينة نابل من المدن الساحليّة الواقعة في الشمال الشرقيّ التونسيّ في الساحل الجنوبيّ لشبه جزيرة الوطنيّ القبليّ. وتعتبر المدينة مقصد سياحيّ وتعدّ أيضاً مركز لصناعة الفخّار بتونس، وتعدّ مدينة مركز ولاية نابل
- شطّ مريم وهي إحدى المدن الساحليّة التونسيّة، تنقسم لثلاث مناطق وهي حلق المنجل (الفقّاعيّة) وشط مريم والطنّانة. حيث تقع شمالي مدينتي حمّام سوسه وسوسه وجنوبيّ مدينة عرقلة. تمتاز بوجود المعهد العالي للعلوم الفلّاحيّة داخله.
- هرقلة وهي مدينة ساحليّة داخل تونس، تمتاز بشاطئها الخلّاب وغابة الزيتون الكبيرة الّتي تحيط بها من الجنوب والغرب، وتقع في ولاية سوسة.
- المنستير وسمّي بذلك لكثرة المعابد فيها، وهي مدينة تونسيّة ومركز ولاية المنستير، فهي إحدى أهمّ المدن التونسيّة. سمّيت في العهد الفينيقيّ (روسبينا)، وتمّ تسميتها في العهد البيزنطيّ بالمنستير، ثمّ أتى العهد الرومانيّ بعد سقوط قرطاج عام 146 قبل الميلاد.