هو نهر منبعه بحيرة تانا بمرتفعات إثيوبيا، يشغل مساحة كبيرة تبلغ حوالي 234.410 كيلومتر مربع. ويقع معظمها على سطح الهضبة الحبشية النيلية في قطاعها الأوسط، وعلى المنحدرات الهابطة بشكل ملحوظ في اتجاه السهول السودانية. ويقطع مسافة 1400 كم قبل الوصول إلى الخرطوم للالتقاء بالنيل الأبيض، وهو حوض عظيم الأهمية إلى النيل الرئيسي فهو يساهم سنويا بحوالي 70% من مياه النيل، ويشهد ذروة فيضانه عادة في موسم الخريف بسبب نزول الأمطار الموسمية على الهضبة الإثيوبية، ويتجمع الفائض الذي ينساب من أرض هذا الحوض المنتشرة فيما بين خط العرض 8º شمالا وخط العرض 13º شمالا، والنيل الأزرق والنيل الأبيض هما أكبر روافد نهر النيل.
المرتفعات تكون من الجوانب من سهول ساحلية ضيقة، ذكر منها سهل دمبعة Dambia الرسوبي، الذي تنساب عليه الروافد ماجاتش ودمبرا، وسهل فوجارا على ساحل البحيرة الشرقي، والذي تنساب عليه نهرا رب وغمارا. كما تساعد هذه المرتفعات في تحديد حدود حوض البحيرة من ناحية، ومن حيث الفصل بينها وبين حوض المجاري العليا لنهر عطبرة من ناحية أخرى. وهي تفصل من الشرق بين حوض البحيرة كجزاء من حوض النيل الأزرق، وحوض البحر الأحمر والمنحدرات الهابطة في الشرق.
وإن المرتفعات التي تحدد حوض بحيرة تانا لا تكاد تتخلى عن أي جزء من الأرضي المحيطة بها، إلا عند الطرف الجنوبي الذي تظهر فيه الثغرة التي ينساب علهيا المجرى الأعلى للنيل الأزرق. النيل الأزرق الخارج من بحيرة تانا تقسمه جزيرتين هما:
جزيرة دبرا مريم Dabra Mariam وجزير شيمابو Shimabo، إلى ثلاثة مجار. ويكون الجريان في كل واحد منها قليلا، وقد تحف به من الأطراف المستنقعات والبرك.
أن بحيرة تانا كانت تعبر دائما عن نشأة النيل الأزرق المتواضعة الهزيلة. ولا يكاد يزيد تصريف النيل الأزرق، عندما يخرج من بحيرة تانا عن قدر متواضع بالمقارنة إلى إيراده الكلي النهائي عند الخرطوم. أن نصيب البحيرة الذي تسهم في جريان النهر طول العام لا يزيد عن 7% من إيراد النهر الكلي أو مجموع تصريفاته. وهذه الحصيلة كما قلنا ناشئة عن الأمطار المباشر على سطح البحيرة وعن الفائض على حوضها.
جريان النيل الأزرق من بحيرة تانا
يستغرق جريانه أكثر من 1600 كيلومتر حتى يقترن بعدها بالنيل الرئيسي ويكون مجرى النيل الأزرق الخارج من بحيرة تانا ضيقا لا يكاد يزيد عن 300 متر. وثم يمر بجنادل تشارا تشارا ثم يستمر بالجريان الى مناطق تتخللها مدافع الماء، ثم يضيق بوضوح إلى أن يتردى الجريان على شلالات أرفامي وشلالات تسيسات ومن ثم يغير مجرى النهر من بعد ذلك اتجاهه بحيث يجري إلى الشرق ثم إلى الجنوب، ولا يلبث أن يرسم مجراه طريقا ملتويا التواء كبير على سطح الهضبة.
أن هذا النهر الذي يبلغ طوله 1622 كيلومترا تقريبا بين تانا والخرطوم، ينحدر بمقدار 1440 ممتراًتقريبا، وهو مقدار الفاصل الرأسي بينهما، أو ما يعادل 1: 1226. ويمكن القول أن معظم هذا الانحدار يكون بين بحيرة تانا والرصيرص، الذي يبلغ مقدار الفاصل الرأسي بينهما 980 مترا تقريبا. والرصيرص التي تقع على منسوب 466 مترا عن مستوى سطح البحر تبعد عن بحيرة تانا عن طريق مجرى النهر مسافة 982 كيلومترا تقريبا، وذلك يعني أن الانحدار فيما بينها يبلغ 1: 1000 وهذا الانحدار كبير من ومع ذلك فإنه أقل بكثير من درجة الانحدار على الخط المباشر بين بحيرة تانا والرصيرص والذي يبلغ طوله 300 كيلومتر.
بعد الرصيرص. وبعد أن يتجاوز مجرى النهر مجموعة من الجنادل التي تنتهي به إلى الأرضي السودانية، فإن حيز المجرى يعتدل بشكل ملحوظ. ويتسبب هذا الاعتدال في تغير درجة الانحدار تغيرا واضحا في المسافة بين الرصيرص والخرطوم البالغة 640 كيلومترا تقريبا. ودرجة الانحدار بين هذين الموقعين تبلغ 1: 6700 تقريبا
يصب في النهر الأزرق بين الرصيرص والخرطوم رافدين هامين من الاجاه الأيمن، هما نهر رعد ونهر دندر. والمعروف أن هذين الرافدين ينبعان من على المنحدرات الغربية للهضبة الحبشية غرب بحيرة تانا، وأنهما يتصلان بالنيل الأزرق شمال وجنوب موقع واد مدني. وهما يقومان بجمع الماء من على منحدرات الهضبة الحبشية، ويحملان فائضا كبيرا يسهم في زيادة مناسيب الفيضان، بحيث يصبح النيل الأزرق اكبر الروافد النيلية، ويمكن القول أن حجم الفائض الذي يسهم به هذان الرافدان يبلغ 10% تقريبا من إيراد النيل الأزرق كله، وبهذا يكون النيل الأزرق حجر الزاوية في الجريان النيل.