ما هي أفضل طريقة للتعرف على الفلسفة ومفاهيمها، وما الكتب التي تعتبرها مهمة كبداية؟

      بالطبع لن يكون هناك أي طريقة أفضل من القراءة والتوسع للتعرف على الفلسفة من الصفر حتى تصل لمرحلة متقدمة من استيعاب مفاهيمها وأفكارها وما إلى ذلك. ستجد الكثير من الكتب المساعدة كنسخ إلكترونية على شبكة الإنترنت الواسعة، وكذلك الكثير غيرها سيسهل عليك الحصول عليه أو حتى اقتناءه بنسخة ورقية.

     إن الطريقة المنهجية في دراسة الفلسفة بشكل جدي ستساعدك بشكل كبير ومنظم. وسأدُلك على طريق تستطيع به التدرج من الفلسفة البسيطة إلى أخرى عميقة. 

     عليك بالبداية أن تبحث في المقدمات، وبعض الأعمال التي تتحدث عن تاريخ الفلسفة. مثلًا إبدأ برواية تاريخ الفلسفة "عالم صوفي" لمؤلفها جوستن غاردر. هي قصة بسيطة ستساعدك إن كنت لا تعرف أي شيء بعد عن الفلسفة. ورغم بساطتها وأسلوبها الميسر إلا أنها تحمل الكثير من المعلومات المهمة. وهناك أيضًا عمل مشابه وأقدم من السابق، يحمل عنوان "قصة الفلسفة" لمؤلفه وول ديورانت. 

     أما فيما يخص المقدمات فعليك بكتاب "تمهيد للفلسفة" لمؤلفه الدكتور محمود حمدي زقزوق. وهو كتاب واضح من عنوانه، إذ يمكن اعتبار من أفضل كتب التمهيد التي تستطيع الاعتماد عليها لأهميته ووضوح طريقة عرضه. ويمكنك أن تلجأ بعده لكتاب "مقدمة في الفلسفة العامة" لمؤلفه يحيى هويدي، والذي يعرض أهم ما قدمت الفلسفة من أسماء وأفكار ومذاهب.

     هناك الكثير من كتب في مقدمات الفلسفة الأخرى التي يمكنك الاطلاع عليها بعد قراءة ما سبق. ويمكن اختيار ما شئت منها فجميعها تحمل أهمية واضحة. وبعد ذلك عليك بدء دراسة مباحث الفلسفة، ولا شك أنك ستجد العديد من الكتب لذا سأُساعدك ببعض الاقتراحات.

     يمكنك أن تتعرف على مبحث الوجود من خلال كتاب "مدخل إلى الميتافيزيقا" لكاتبه إمام عبد الفتاح. أما فيما يخص مبحث الابستمولوجى (مبحث نظرية المعرفة)؛ فعليك بكتاب "نظرية المعرفة" للمؤلف زكي نجيب محمود. وأخيرًا مبحث القيم تستطيع دراسته في كتاب عادل عوا الذي يحمل عنوان "العمدة في فلسفة القيم". 

     يلي ذلك دور التعرف أكثر على التاريخ الدقيق للفلسفة، أي التعرف على الأفكار الفلسفية مرتبة على شكل عرض تاريخي لتتمكن من ربطها مع أحداث عصرها. الكتاب الذي بإمكانه مساعدتك هنا هو كتاب "سلسلة تاريخ الفلسفة" والمؤلف من ثمانية أجزاء لكاتبه إميل برهييه. يحوي الكتاب تدرجًا تاريخيًا من العصور القديمة إلى القرن العشرين. وبإمكانك أيضًا الرجوع لمراجع أخرى تتحدث وتختص بالفكر الفلسفي الأوروبي، وأخرى تتكلم عن الفكر الشرقي، وغيرها عن الفلسفة اليونانية. 

     بعد ذلك عليك التوجه لدراسة الفلسفة وعلاقتها بالعلوم الأخرى. لذا ابحث عن فلسفة الدين، فلسفة السياسة، فلسفة اللغة، فلسفة التاريخ وفلسفة العلم. 

     وأخيرًا يأتي دور الموسوعات ومعاجم الفلسفة، وعليك أن تعرف أيضًا أنه من الممكن أن تستعين بها خلال قراءتك ومرورك بالمراحل السابقة، لكن بالطبع ليس من المرحلة الأولى. هناك مؤلفات محددة شاملة ومفيدة. منها "المعجم الفلسفي" لصاحبه جميل صليبا، و"الموسوعة الفلسفية" لمؤلفها عبد الرحمن بدوي. 

     ستجد نفسك بعد كل ما سبق قد بدأت تشكّل خلفية قوية عن الفلسفة بشكل عام، وستعرف ما الذي يشدك من الأمور والأفكار أكثر من غيرها. هنا أيضًا ستكون جاهزًا لقراءة كتب الفلاسفة نفسهم، والبحث في أفكارهم وفلسفاتهم. وبالطبع لا يوجد ترتيب معين لهذه الكتب، بل يرجع الأمر لرؤيتك الخاصة، والفلاسفة الذين ترغب بالقراءة لهم بالتحديد. ولا تنسى أن توسع مداركك، وتقرأ لأكبر قدر ممكن من الفلاسفة، ولا تعتمد على أفكار معينة سريعًا قبل التعرف على الأفكار الأخرى. 

     وكملحق لكل ما سبق، بإمكانك الاستعانة بالتكنولوجيا واتخاذها كأداة قوة. يمكنك أن تتابع سلسلة فلسفية مصورة أو أن تتابع مدونات موثوقة.